×



klyoum.com
syria
سورية  ٤ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سورية  ٤ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سورية

»سياسة» تلفزيون سوريا»

من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟

تلفزيون سوريا
times

نشر بتاريخ:  الخميس ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ - ٠٦:٢٦

من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟

من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟

اخبار سورية

موقع كل يوم -

تلفزيون سوريا


نشر بتاريخ:  ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ 

في الساعة السادسة من مساء يوم السبت 23 تموز 1960، أطل صباح قباني شقيق الشاعر الكبير نزار قباني بالصوت والصورة من قمة جبل قاسيون المطل على دمشق قائلاً للسوريين: إن 'التلفزيون هذا الصديق الجديد الذي تحتفون به اليوم إنما له ما لأصدقائكم من ميزات كثيرة وهنات صغيرة، فاغفروا هذه الهنات فنحن في أول الطريق، وسنبذل خير ما عندنا لنصل إلى خير ما ترضون'.

مر على تلك اللحظة التاريخية من تأسيس التلفزيون السوري أحداث ومجريات وانقلابات وحروب ونكسات وثورات، عانت سوريا في معظم أيامها وفصولها وسنواتها، من اختطاف الكلمة وقمع الصحافة واحتكار الإعلام.

لم تملك سوريا وسيلة إعلامية موضوعية ومستقلة إلا في حالات نادرة خصوصاً بعد وصول حكم البعث إلى السلطة، وفي كل مرة كانت وسائل الإعلام تلك تغلق لأسباب أمنية أو مادية، وبعد ثورة الاتصال ودخول الإنترنت إلى سوريا حاول بعض الشباب أن يؤسسوا مدونات شخصية ليعبروا عن آرائهم وأفكارهم السياسة والثقافية فما كان من أجهزة المخابرات السورية إلا اعتقالهم وملاحقة الآخرين الذين لم يتمكنوا من معرفتهم.

بعد انطلاق الثورة السورية وجه النظام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وبشكل رئيسي التلفزيون السوري (القناة الأولى) لقلب الحقائق وتقديم سردية مختلفة كلياً لما يجري على الأرض السورية زاعماً أن المظاهرات الشعبية ليست إلا عصابات مخربة وإرهابيين ولصوصاً وقتلة، في محاولة لغسل دماغ السوريين الذين بات لديهم مجال افتراضي آخر ينقل لهم المعلومة عبر موقع 'فيسبوك' الذي نشطوا عليه أو تابعوا حقيقة ما يجري من خلال القنوات الإخبارية مثل الجزيرة والعربية وغيرها، في الوقت الذي بدأت الثورات العربية تقطف أولى ثمارها في تونس ومصر وليبيا واليمن.

بعد 58 عاماً وفي الساعة السابعة من مساء يوم الخميس 15 آذار 2018، كان السوريون على موعد مع بدء بث 'تلفزيون سوريا'، نواة إعلام بديل يقدم للمشاهد السوري خدمة إعلامية تتبنى قيم الثورة السورية ومبادئها، ويعمل على جذب أكبر عدد ممكن من السوريين لشاشته، وسط صعوبات وتحديات وأخطاء وعثرات ومحاولات للعمل على تأسيس إعلام قائم على المهنية والموضوعية مع الانحياز للسوريين وحقوقهم بسياسة تحرير ثابتة وأفضل الإمكانيات وأحدث التقنيات مستفيداً من أجواء الحرية التي بدأ السوريون بمعرفتها بعد الثورة.

وبعد 6 سنوات من العمل، ينطلق تلفزيون سوريا بحلة جديدة وكوادر أكبر ليقدم خدمة إعلامية مستمرة على مدار الساعة، من أخبار ومتابعة أحداث وسلسلة من البرامج المتنوعة السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والشبابية، إلى جانب ما يقدمه الإعلام الجديد والموقع الإلكتروني من مواكبة كاملة لما يجري مع السوريين في سوريا وكل أنحاء العالم، واضعاً عدساته وأقلام صحفييه ومعدات تقنييه وعيونهم على السوريين، داعياً الجميع لتكون عيونهم على سوريا.

عقود من اللون الواحد

على مدى سنوات كان من المهم والضروري وطنياً، أن يكون للسوريين وسائل إعلام مستقلة وفي مقدمتها التلفزيون - الوسيلة الأهم إعلامياً وصحفياً - المعبر الرسمي عن صورة البلاد وثقافتها وتفاعلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وألوانها ومشاربها المتعددة، إلا أن الوضع السياسي في سوريا والذي مر بسلسلة من الانقلابات العسكرية التي تجاوزت الـ 20 انقلاباً ومحاولة انقلاب بين عامي (1949 - 1971)، وضعت الإعلام بشكل عام والتلفزيون بشكل خاص أمام تحديات وصعوبات لم تنته حتى اندلاع الثورة السورية عام 2011، مع بدء تعرف السوريين على معاني 'حرية الرأي والتعبير' التي كانت مكتوبة ومضمونة في مختلف الدساتير السورية والقوانين الملحقة بها والتي لم يكن يطبق أي منها إلا في حالات الحكم الديمقراطي والتي سبقت انقلاب عام 1963 وسيطرة حزب البعث على السلطة.

لم تعرف سوريا إعلاماً معارضاً ولو هامشياً على شاكلة الدول الأخرى - ليس المقصود كالإعلام الموجود بالدول الغربية أي في العالم الأول أو حتى الثاني بل حتى تلك الموجودة في العالم الثالث- حيث توجد هوامش لحرية النشر والطباعة وتأسيس الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، كان النظام السوري استبدادياً منغلقاً لأبعد درجة وفي أدنى سلم الحريات بالعالم، ما حصر نطاق السوريين على وسائل الإعلام الترفيهية والفنية والثقافية والدينية أو متابعة القنوات الإخبارية العربية مثل الجزيرة والعربية والحرة وبي بي سي وفرانس 24 اعتباراً من بداية عام 2000 وعدم تمكن النظام من منع وصول 'الستالايت أو البث الفضائي إلى المنازل'.

قد يكون لكثير من السوريين ذكريات جميلة مع وسائل الإعلام السورية المحلية، مسلسل درامي ما، برنامج حواري مع فنان مشهور، أو فيلم قديم أو حتى مسلسلات كرتونية تمت دبلجتها للعربية أو البرامج الاجتماعية أو الكوميدية وغير ذلك، لكن من يستذكر برنامجاً سياسياً أو فكرياً توعوياً يأخذ بيد المواطن السوري إلى درجة وعي أعلى أو يناقش موضوعاً يشغل باله، لا شيء تقريباً، وهو ما كان ينطبق على مختلف الدول العربية بلا شك مع اختلاف وتباين في درجة الحرية وحرية التعبير بين أي بلد وسوريا تحت حكم حافظ الأسد أو وريثه بشار الأسد.

وخلال العقود الطويلة خرج التلفزيون السوري من دائرة التصنيف، فلا أحد يعرف عنه سوى اسمه، وتثار حوله النكات بأنه يقدم معلومات كاذبة حتى في نشرات الأحوال الجوية.

عقد من النقر على الباب

ومنذ بداية وصول بشار الأسد إلى السلطة بعد وراثة الجمهورية وتعديل الدستور على مقاسه، عمل الناشطون السوريون على نقر الباب والمشاغبة على النظام في مساع لتحرير الإعلام من سيطرة الدولة كواحد من أهم أولويات الإصلاح السياسي المنشود في سوريا، وكانت تلك خطوة أساسية يرتكز عليها التحول الديمقراطية وعتبة الدخول إلى التنمية المستدامة بكل مضامينها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، ولكن فشلت كل المحاولات التي بدأت مع 'إعلان دمشق' و'ربيع دمشق' وغير ذلك.

ولا شك في أن وجود وسائل إعلام حرة ومستقلة يضمن تقاسما عادلا للإعلام داخل المجتمع ويسهل كذلك الحكم الرشيد ويقدم فرصاً للوصول إلى خدمات أساسية ويؤكد على الشفافية ومكافحة الفساد، وينسج روابط بين مواطنين متمتعين بالإعلام نقديين ومهتمين بالمشاركة في الحياة العامة.

وفي سياق ذلك، قال المفكر السوري برهان غليون في حديثه لموقع 'تلفزيون سوريا': 'في سوريا التي نعرفها منذ ستين عاماً على الأقل ليس هناك إعلام وانما دعاية للنظام وللرئيس وللحزب الحاكم. لذلك لا يوجد تعددية في الصحافة ولا استقلال ولا معنى للتنافس على قول الحقيقة أي التحقق من المعلومة. أحياناً الاستخبارات هي التي توجه الإعلاميين بل ورجال الدين في خطب الجمعة والخطب الدينية عموماً لجميع الأديان'.

وأضاف الدكتور غليون الذي يعمل أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة السوربون العريقة، أن 'الإعلام كما يشير اسمه هو نقل المعلومة للرأي العام بصرف النظر عن ماهيتها. لكن لا يوجد إعلام عما هو موجود وقائم في الفراغ وإنما كل إعلام مرتبط برسالة يريد توجيهها للناس. وفي العصر الحديث أصبح للإعلام وظيفة رئيسية هي نقل حقيقة ما يجري للرأي العام حتى يستطيع كل فرد أن يكوّن لنفسه رأياً يساعده في المشاركة في الحياة السياسية'.

وأكّد على أن الاعلام في النظم الديمقراطية لا تقوم به الدولة أو السلطة السياسية وإنما هو نشاط مدني خارج عن نطاق الدولة ومرتبط أيضاً بالتعبير عن المصالح الاجتماعية والتوجهات الأيديولوجية المختلفة التي تخاطب الرأي العام. فهو بالضرورة تعددي وهكذا يسهم في تكوين الرأي العام ورأي كل فرد ويسمح للناس باختيار ممثليهم السياسيين عن وعي ومعرفة وولاء للقيم والأفكار التي يحملونها'. 

الثورة.. لحظة فارقة

ولد السوريون من جديد مع انطلاق ثورتهم ضد النظام في 15 آذار 2011، وعملوا منذ العام الأول على تأسيس وسائل إعلام محلية مطبوعة ومسموعة ومرئية مع المئات من المواقع والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي أخذت حيزاً معارضاً مباشراً للنظام وتبنت أهداف الثورة السورية وحصلت على دعم من دول ومنظمات وجمعيات إلى جانب التبرعات والجهود الفردية للسوريين، ما شكل حالة رغبة عارمة للحرية وانفتاحا غير مسبوق على النشر بعد عقود من الجمود والتكلس.

ورغم ضعف الإمكانيات ونقص الخبرات، إلا أن الخطوات التي بدأت بتأسيس إعلام بديل واجهت تحديات كبيرة جداً، خصوصاً بما يتعلق بالسلامة والأمان الصحفي وتفاوت التمويل، ما استدعى أن تكون معظم تلك الوسائل خارج سوريا وتبث إلى داخلها.

وتجاوز عدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة الـ 500 صحيفة وموقع إلكتروني وإذاعة وتلفزيون، بين عامي 2012 و2024 خرج معظمها من الخدمة ولم يبق إلا عدد قليل منها.

ومن المعروف أنه خلال الثورات والحروب والنزاعات ينقسم الجمهور ويصبح أكثر تحيزاً للطرف الذي ينتمي إليه أو يؤيده، وفي الحالة السورية التي ارتكب فيها النظام السوري (إلى جانب إيران وروسيا) أبشع الجرائم لم تكن مهمة الإعلام البديل أو المعارض سهلة، فهو يؤرخ للحظة شديدة القسوة على السوريين فقدوا فيها أحباءهم وعاشوا أصعب الأوقات تحت القصف بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، مع الاستهداف المباشر للصحفيين والإعلاميين.

وكان توثيق الانتهاكات التي تعرض لها السوريون خلال العقد الماضي من القتل المباشر إلى الاعتقال والقتل تحت التعذيب ورحلات التهجير والموت في طرق اللجوء براً أو بحراً، شديدة الأهمية، فقد نقل السوريون بأنفسهم صور معاناتهم وقصصهم من التضحيات وبذل الغالي والنفيس لنيل الحرية وبناء دولة حرة تعاملهم كمواطنين.

محاولات بناء إعلام بديل

ومع طول مدة الآلام والمعاناة، كان لابد من تجديد الخطاب الإعلامي مع الحفاظ على مبادئ العدالة الانتقالية والمحاسبة والانتصار للمظلومين وحقوق الإنسان، بهدف استهداف شريحة أكبر من الجمهور السوري والعمل على توعيته وتعويده على الأفكار والمفاهيم التي غابت عنه لعقود طويلة في ظل حكم الاستبداد واحتكار الإعلام والصحافة وقانون المطبوعات الذي يمنع خلق صحافة حرة مستقلة ومسؤولة.

وعن ذلك قال الدكتور برهان غليون، إن 'الثورة السورية كسرت الاحتكار الكامل للإعلام من قبل السلطة. ونحن أمام تحدي تطوير إعلام حر ذي صدقية أولاً. وكي يكون كذلك ينبغي أن يكون إعلاماً مستقلاً موضوعياً ما أمكن يكشف عن الواقع ويقدم المعلومة الصحيحة ليبني وعي المواطن على أسس قوية ويقدم له مادة خبرية وفكرية تمكنه من الاختيار والمشاركة في الحياة السياسية والمدنية أي تمكنه من أن يكوّن واعياً وفاعلاً في مجتمعه. وتعدديأ ثانياً يعكس التوجهات والمصالح المختلفة للفئات والأطراف الاجتماعية'. 

ولفت إلى أن ذلك 'يتطلب بناء الإعلامي المهني أولاً مع ضمان استقلاله الفكري ثانياً، أي إيمانه بمهنته كحارس للمعلومة الصحيحة والتزامه معايير المهنة وشرفها ثالثاً'.

وهو ما يحتاج إلى تكوين مهني وممارسة طويلة ونضج، وبشكل خاص إلى مناخ اجتماعي سليم وصحي أي نظام يتسم بالحد الأدنى من الديمقراطية واحترام القيم الإنسانية والإيمان بالمشاركة السياسية للشعب. وهو ما يحتاج إلى وقت بالتاكيد ولا يحصل إلا بالتنافس بين وسائل إعلام على درجة ما من الكفاءة والنضج، ونشوء إعلاميين متمرسين'.

كيف يشكل التلفزيون الرأي العام؟

يحاجج الباحثون في الإعلام والصحافة بأن الإعلام أو التلفزيون بشكل خاص ليست مهمته نقل المعلومة وبثها للناس فقط، إنما هو شكل من أشكال التفكير والتفاعل والاتصال مع المتلقي بشكل دائم، وتكوين رأي عام وسلسلة لا متناهية من الأفكار والنقاشات التي تهتم بالحاضر والمستقبل.

وعن ذلك أبرز عالم الاجتماع رايت ميلز أهمية الإعلام في تشكيل أفكار الأفراد (جوهر الوعي الاجتماعي والتأثير في آرائهم، وتكوين وعيهم)، قائلاً: 'إن جانباً ضئيلا فقط مما تعرفه من حقائق اجتماعية عن العالم قد توصلنا إليه بأنفسنا، والجانب الأكبر عن طريق الإعلام والاتصال الجماهيري'، بمعنى أن الخبرات الشخصية والرصيد المعرفي الذاتي جزء ضئيل مقارنة بالتي نقلها الإعلام لأنه يعمل على تلخيص تلك الخبرات زمنياً وكمياً وبالتالي فإن وسائل الإعلام تحدث تراكما معرفيا يصبح ذخيرة الفرد في المجتمع لفهم ما يحدث حوله من تفاعلات وعلاقات ومواقف والقضايا الاجتماعية خاصة وعامة.

وأصبح الإعلام اليوم بمفهوم أوسع، فلم يعد قاصراً على الأخبار السريعة فحسب بل توسع وأصبح علماً قائماً بذاته وتنوعت تعريفاته، حيث يرى مارشال ماكلوهان أن وسائل الإعلام هي اتصالات حقيقية لحواسنا تتيح لنا أن نسمع ونرى ونتكلم، ونشعر أكثر من أي وقت مضى لمختلف الموجودات المحيطة بالإنسان القريبة والبعيدة على الأخص، والتي يحول دونها الزمان والمكان.

وبحسب مجلة البحوث الإعلامية، فإن الإعلام يشكل الوعي الجماهيري والرأي العام من خلال: 'التفاعلية التبادلية، واللاتزامنية في المكان والزمان، والمشاركة والانتشار، والحركة والمرونة، والكونية، والانتباه والتركيز'.

وبالتالي فقد تخطى التلفزيون أو المؤسسة الإعلامية التي تملك فروعاً مختلفة من شاشة وإعلام جديد وموقع إلكتروني المكان الذي تبث إليه، فالسوريون اليوم -لاجئين ومهجرين ومغتربين- لا يمنعهم عن تلقي المعلومة أي رقابة إعلامية أو سياسية، وقضيتهم أخذت أبعاداً كبيرة ما جعل متابعتهم للحدث مختلفة كماً ونوعاً، وعلى إثر ذلك لا يحقق النظام السوري ووسائل إعلامه الأثر المطلوب، في الوقت الذي يمكن للإعلام البديل أن يحقق الغاية ويستخدم القوة الناعمة في الوصول لأهداف وقيم الثورة السورية.

وبخصوص ذلك، قال الدكتور برهان غليون، 'في الوضع السوري الراهن ما يزال الإعلام الجديد أو الوليد يعيش في بيئة استثنائية سواء في الخارج أو في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. كما أن هذا الإعلام لايزال مرتبطاً بالثورة ولا يمكنه أن يكون إلا إعلاما لها، أي إعلاماً يخدم قضية الديمقراطية التي هي البيئة الوحيدة التي تبرر وجوده وتسمح له بالنمو والتقدم ولعب الدور الذي يقع عليه في إقامة المجتمع الجديد'.

وأوضح غليون أن 'مهمته هنا هي بناء الوعي المستقل للأفراد والمساهمة في وضع الإطار السياسي الديمقراطي الذي يشكل الإعلام الحر أحد أعمدته الرئيسية كما يشكل هذا الإطار الديمقراطي مبرر وجود الإعلام ومصدر نموه وازدهاره وحريته. 

وأكّد كذلك على أنه 'في قدرته على الجمع بين تلبية مطلب الحقيقة والتمسك بالمعلومة الصحيحة ومطلب السعي إلى تقدم خيار التغيير الديمقراطي في المجتمع تكمن جدارة الإعلامي والمكانة التي يتبوؤها في الساحة الإعلامية وعند الرأي العام. ولا توجد هنا قاعدة تضمن ذلك سنرى إحساس الإعلامي ذاته وصدقه والتزامه الاجتماعي والأخلاقي'.

لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون؟

وفي ظل ماسبق من أهمية لوجود إعلام مستقل في تشكيل الرأي العام والوضع الاستثنائي الذي عاشته سوريا منذ انقلاب حزب البعث عام 1963 وحتى بداية الثورة السورية عام 2011، وما تبعها من حرب قادها النظام فقد السوريون فيها مئات آلاف الضحايا وما زالوا حتى اليوم يعانون من أزمات لا يمكن عدها، أغلقت معظم وسائل الإعلام السورية البديلة أو التي حملت خطاباً معارضاً لأسباب مختلفة، وتراجع الخبر السوري على وسائل الإعلام العربية والأجنبية، فكان لا بد من وجود تلفزيون سوري ينقل حقيقة ما يجري على أرض الواقع ويحرص على خلق حالة من التفاعل بين السوريين.

يتحمل تلفزيون سوريا جزءاً من المسؤولية في تقديم خدماته الإعلامية للسوريين كشاشة تلفزيونية وإعلام جديد يواكب التطور وصحافة مكتوبة على موقعه الإلكتروني على أجهزتكم المحمولة وحواسبكم، ليكون إحدى الوسائل الإعلامية المستقلة القليلة التي تعمل ليلاً ونهاراً لمواكبة ما يجري على الساحة السورية لحظة بلحظة.

فمنذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال المدمر في شمالي سوريا وجنوبي تركيا، تحرك فريق التلفزيون ليكون على رأس الحدث، مساهماً في نقل الصورة وشريكاً للدفاع المدني السوري والمنظمات المدنية الموجودة على الأرض بهدف تعجيل وصول المساعدات للمنكوبين في مدن وقرى الشمال السوري وحتى في تركيا.

وهذا مثال من أمثلة كثيرة نشطت فيه كوادر التلفزيون عبر شبكة من المراسلين والصحفيين والمصورين والمنتجين والتقنين والعاملين لتغطية العديد من الأحداث اليومية في الداخل السوري مع حالات القصف أو التهجير أو الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون من قبل النظام السوري بشكل أساس، وسلطات الأمر الواقع في المناطق الأخرى.

وواكب التلفزيون خلال الأشهر الماضية الحراك الشعبي في السويداء منذ يومه الأول مع توفير مراسلين ومتعاونين من داخل المحافظة، إلى جانب التقارير الصحفية المصورة أو المكتوبة التي تنفذ في مناطق سيطرة النظام السوري وقوات 'قسد' وغيرها.

وعلى مدار سنوات أبرز آلاف الناجحات والمشاريع التي حققها السوريون دراسياً واجتماعياً وثقافياً، وقدم حالة نقدية ومقاربات للوضع السياسي والعسكري والاقتصادي الذي تشهده مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق شمال غربي سوريا وشمال شرقي سوريا، مع نخبة من الأكاديميين السوريين والعرب والأجانب.

وعمل على إعادة التذكير بالتاريخ السوري من خلال جملة من البرامج والتقارير المصورة والمكتوبة، ليكون السوريون على علم بتاريخهم السياسي والاجتماعي والثقافي والديني، بعيداً عن مقص الرقيب وتلفزيونات مخابرات النظام.

وبالطبع لم تغب ذكرى الثورة السورية عن شاشة تلفزيون سوريا وجميع نوافذها الإعلامية الأخرى، إذ كانت الثورة البوابة الأولى لحرية الكلمة وصناعة الرأي وبناء الإنسان السوري من جديد.

وتابع التلفزيون بشكل استثنائي العديد من المجريات التي لها صلة بالملف السوري مثل الانتخابات الأميركية (2020)، ووباء كورونا المستجد وتداعياته على السوريين في الداخل والخارج (2019 -2022) والغزو الروسي لأوكرانيا (2022)، كأس العالم في قطر (2022)، الانتخابات التركية (2023) في تغطيات خاصة للأحداث ومتابعة لحظية للأخبار وتحليلها ونقلها للمشاهد السوري في أنحاء العالم.

ويعد تلفزيون سوريا في انطلاقته الجديدة (24 نيسان 2024) بأن يقدم خطاباً إعلامياً متألقاً عبر استديوهات متطورة لم يعهد السوريون مثلها في قنواتهم من قبل، واضعاً أمامه تحدياً كبيراً لبذل كل ما يمكن لتقديم أفضل خدمة إعلامية للسوريين في كل مكان، فخلوا عيونكم على هذه الشاشة التي تحاول أن تكون مشروعاً جديداً لسوريا جديدة.

 

من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟ من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟ من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟ من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟ من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟ من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟ من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟

أخر اخبار سورية:

توترات بين دمشق وطهران وزيادة القلق الإيراني

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1647 days old | 979,784 Syria News Articles | 673 Articles in May 2024 | 143 Articles Today | from 61 News Sources ~~ last update: 13 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟ - sy
من النقر على باب مصمت إلى نافذة حرة.. لماذا سوريا بحاجة إلى تلفزيون مستقل؟

منذ ثانية


اخبار سورية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل